الطلياني هي الرواية “البكر” لصاحبها الكاتب و الأكاديمي التونسي شكري المبخوت وهي جائزة على جائزة البوكر لسنة 2015. تنقل هذه الرواية من خلال شخصياتها تجليات خيبة جيل كامل عاصر فترة ظلامية من تاريخ تونس إمتدت بين فترة حكم بورقيبة و إنقلاب السابع من نوفمبر، و تكشف عن آليات الإستبداد التي وقعت ممارستها خاصة في الجامعات ضد الحركات الطلابية. و تصور الرواية حكاية شاب أطلقت عليه كنية “الطلياني” لوسامته التي تضاهي الوسامة الأوروبية. يتعرف “عبد الناصر”، و هو إسمه الحقيقي، على زينة في أروقة الجامعة؛ هما شخصيتان متناقضتان على كل المستويات، من كونه برجوازي بينما هي قروية إلى كونه متطرف يساري و زينة طالبة فلسفة مستقلة و ناقدة لاذعة للإنحياز إلى أي طرف سياسي كان. رغم ذلك تتلاقى طموحتهما لينصهرا و يقررا الزواج سرا تتويجا لعشق أفلاطوني . بيد أن الطلياني سرعان ما تخلى عن مبادئ طالما آمن بها إثر إلتحاقه للعمل بإحدى الصحف فإنساق وراء رغباته الدفينة و رضخ لمغريات السهر و الخمر و الجنس و الخيانة لينتهي زواجه بالطلاق من زينة. فشخصية عبد ااناصر هي شخصية مركبة عرت تناقضات الإنسان و كشفت عن كواليس رحلة الفرد أثناء طوقه إلى الحرية.

و بالتالي فإن هكذا رواية تزعزع القارئ حيث تثير لديه جملة من الأسئلة حول ماهية قيم الإخلاص و الوفاء و الشرف و سهولة االتخلي عنها عند أول إختبار.