لا يهدف علم الاقتصاد إلى دراسة المال وإنما يهدف إلى دراسة القيمة، وتحدد قيمنا كل شيء، وهنا وفي هذا الكتاب سيجد القارئ كل شيء. يثبت ستيفن لاندسبيرج في هذا الكتاب أنه أفضل من أي شخص آخر في أن يجعل من علم الاقتصاد مصدرا لاهتمام غير الاقتصاديين.
يستخدم لاندسبيرج أسلوبا استفزازيا ومازحا في مهمته لإظهار كيف أن فهم الاقتصاد سيغير الطريقة التي تعيش بها حياتك اليومية. يستخدم لاندسبيرج في هذا الكتاب حسابات المنفعة والتكاليف ليجادل لمصلحة التنميط العرقي لارتكاب الجرائم أو لإعطاء سبب لتبرير عدم وجوب مبالاتنا بسرقة متاحف العاصمة العراقية بغداد، وهو بذلك يحتفل بكل ما هو مخالف وأصلي وغريب.
يجبر لاندسبيرج القراء المنطقيين على مواجهة أوضاع غير مريحة عن طريق وضع عدة حلول للمشاكل المثيرة مثلما يحدث في الفصل الأول من الكتاب حيث يجادل بأن على المواطنين الذين يتحلون بالعفة أن يتحللوا أخلاقيا وبالتالي يضعفون من فرصة الإصابة بمرض الإيدز.
تستنتج فصول الكتاب من دون إصرار كما يستهجن الكاتب أنه «ليس من السهل الفصل بين الأسباب والآثار»، ويشك المرء في أن عالم اقتصاد أخر يمكن أن يفضح بسرعة الكثير من حجج لاندسبيرج مثل ذلك الفصل الذي يمدح فيه البخلاء (الذين ينتجون ولا يستهلكون) على افتراض أن جميع الموارد محددة ونهائية.
وفي الوقت الذي يقوم فيه بعرض قضية مسببة للأرق وهي «أنه دائما توجد مناسبة للفرح عندما ينجب الآخرين المزيد من الأطفال»، فإن القارئ ربما سيكون في مزاج لبعض من المسلمات القديمة.
Reviews
There are no reviews yet.